أنها إذا عرفت أنها مقتولة أحرزت رأسها ببدنها وجعلت بدنها وقاية لرأسها ولا تزال تنطوي لئلا تقع الضربة على رأسها ملاك الحياة. وليس شيء في الأرض مثل الحية إلا وحسم الحية أقوى منه. ولذلك إذا أدخلت صدرها في حجر أو صدع لم يستطع أقوى الناس إخراجها منه وربما تقطعت ولا تخرج. وليس لها قوائم ولا أظفار تتشبث بها وإنما قوي على بطنها فتتدافع أجزاؤها وتسعى بذلك الدفع الشديد. ولسانها مشقوق فيظن بعض الناس أن ها لسانين. وتوصف بالنهم والشره لأنها تبتلع الفراخ من غير مضغ. كما يفعل الأسد. ومن شأنها إنها إذا ابتلعت شيئاً له عظم أتت شجرة أو نحوها فتلتوي عليها التواء شديداً حتى يتكسر ذلك في جوفها. والحية من الأمم التي تكثر أصنافها في الصغر والكبر والتعرض للناس والهرب منهم. فمنها ما لا يؤذي إلا إذا وطئه واطئ ومنها ما لا يؤذي إلا إذا آذاه الناس مرة. ومنها الأسود الذي يحقد ويتمكن حتى يدرك طالبه. وشر الحياة الأفاعي ومساكنها الرمال والأفعى حية رقشاء دقيقة العنق عريضة الرأس. والبقر الوحشي يأكلها أكلاً ذريعاً وهي أعدى عدو للإنسان. قال الحاجز: الأفعى تظهر الصيف في أول الليل إذا سكن وهج ظاهر الأرض فتأتي قارعة وتستدير كأنها رحاً ويلصق بدنها بالأرض ويشخص رأسها متعرضة لأن يطأ