في رعاية الإنسان. فالإنسان يدفع عنه عدوه بخلاف السباع. ولأن حاجة الإنسان إليه ماسة فلو كان له سلاح في رأسه فيستعمل محل القرن كما ترى من العجاجيل قبل نبات القرن تنطح برؤوسها. وذلك لمعنى خلق لطبيعتها فيعمل ذلك بالطبع. ولم يخلق للبقر الثنايا الفوقانية فيقلع الحشيش بالسفلانية. (للقزويني) 419 (ظبي المسك) . وهو كسائر الظباء عندنا في القد واللون ودقة القوائم وافتراق الأظلاف وانتصاب القرون وانعطافها. وله نابان دقيقان أبيضان في الفكين قائمان في وجه الظبي. طول كل واحد منهما مقدار فتر ودونه على هيئة ناب الفيل فهو الفرق بينها وبين سائر الظباء. وأجود المسك كله ما حكه الظبي على أحجار الجبال إذ كان مادة تصير في سرته ويجتمع دماً عبيطاً كاجتماع الدم فيما يعرض من الدمامل. فإذا أدرك حكه وأجره فيفرع إلى الحجارة حتى يخرقه فيسيل ما فيه فإذا خرج عنه جف واندمل وعادت المادة تجتمع فيه كمن ذي قبل. وبالتبت رجال يخرجون في طلب هذا ولهم به معرفة. فإذا وجدوه التقطوه وجمعوه وأودعوه النوافج وحملوه إلى ملوكهم. وهو نهاية المسك إذ كان قد أدرك على حيوانه. وصار له فضل على غيره من المسك كفضل ما يدرك من الثمار في شجرة على سائر ما ينزع منه قبل إدراكه. (للمسعودي)