مبتسماً في وجهه وقال له: هل لك من حاجةٍ فأقضيها لك. فقال: نعم يا أمير المؤمنين حاجتي أن تنفذ كتابي على البريد إلى أهلي في الشام ليسكنوا إلى سلامتي فقد راعهم إشخاصي من عندهم. ثم أسألك حاجةً أخرى يا أمير المؤمنين. فقال له: وما هي. فقال: أريد من كرم أمير المؤمنين أن يجمع بيني وبين من سعى بي إليه فو الله ما عندي لبني أمية شيءٌ. ولا في يدي مالٌ ولا وديعةٌ ولا في معرفتي أن لهم عند أحدٍ شيئاً. ولكني لما مثلت بين يديك وسألتني رأيت ما قلته أقرب إلى الخلاص والنجاة. فألتفت أمير المؤمنين المنصور إلي وقال لي: يا ربيع اجمع بينه وبين من سعى به. قال الربيع: فأخذت الرجل وجمعته بالذي سعى به. فحين رآه الرجل قال: هذا غلامي ضرب على ثلاثة آلاف دينار من مالي وأبق بها مني. فلما سمع المنصور ذلك هدده وشدد عليه وأمر بتعذيبه. فأقر عند ذلك الغلام بصدق كلام الرجل وأنه غلامه. وأنه أخذ المال الذي ذكره مولاه وأبق به. وسعى بمولاه ليجري عليه أمر الله ويسلم هو من الوقوع في يده. فالتفت المنصور إلى الرجل وقال: نسألك الصفح عنه. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين صفحت عن جرمه وأبرأت ذمته من المال وأعطيته ثلاثة آلاف دينار أخرى. فقال المنصور: ما على ما فعلت من الكرم مزيدٌ. فقال: بلى يا أمير المؤمنين هو كلامك لي وعفوك عني. ثم استأذن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015