311 سخط كسرى على بزرجمهر فحبسه في بيتٍ مظلمٍ وأمر أن يصفد بالحديد فبقي أياماً على تلك الحالة. فأرسل إليه من يسأله عن حاله فإذا هو مشروح الصدر مطمئن النفس فقالوا له: أنت في هذه الحالة من الضيق ونراك ناعم البال. فقال: اصطنعت ستة أخلاطٍ وعجنتها واستعملتها فهي التي أبقتني على ما ترون. قالوا: صف لنا هذه الأخلاط لعلنا ننتفع بها عند البلوى. فقال: نعم. أما الخلط الأول فالثقة بالله عز وجل. وأما الثاني فكل ما شاءه الله كائنٌ. وأما الثالث فالصبر خير ما ستعمله الممتحن. وأما الرابع فإذا لم أصبر فماذا أصنع ولا أعين نفسي بالجزع. وأما الخامس فقد يكون أشد مما أنا فيه. وأما السادس فمن ساعةٍ إلى ساعةٍ فرج. فبلغ ما قاله كسرى. فأطلقه وأعزه.
312 كان عمر بن عبد العزيز واقفاً مع سليمان بن عبد الملك أيام خلافته فسمع صوت رعدٍ ففزع سليمان منه ووضع صدره على مقدم رحله. فقال له عمر: هذا صوت رحمته فكيف صوت عذابه.
313 دعا رجلٌ آخر إلى منزله وقال: لنأكل معك خبزاً وملحاً فظن الرجل أن ذلك كنايةٌ عن طعام لطيف لذيذ أعده صاحب المنزل. فمضى معه فلم يزد على الخبز والملح. فبينا هما يأكلان إذ وقف