عينك. فأستحسن المأمون جوابه وعفا عنه. (للمستعصمي)
308 حكى أن دهرياً جاء إلى هارون الرشيد وقال: يا أمير المؤمنين قد أتفق علماء عصرك مثل أبي حنيفة على أن للعالم صانعاً فمن كان فاضلاً من هؤلاء فمره أن يحضر ههنا حتى أبحث معه بين يديك وأثبت أنه ليس للعالم صانعٌ. فأرسل هارون الرشيد إلى أبي حنيفة لأنه كان أفضل العلماء. وقال: يا إمام المسلمين اعلم أنه قد جاء إلينا دهريٌ وهو يدعي نفي الصانع ويدعوك إلى المناظرة. فقال أبو حنيفة: أذهب بعد الظهر. فجاء رسول الخليفة وأخبر بما قال أبو حنيفة. فأرسل ثانياً. فقام أبو حنيفة وأتى إلى هارون الرشيد. فاستقبله هارون وجاء به وأجلسه في الصدر وقد أجتمع الأكابر والأعيان. فقال الدهري: يا أبا حنيفة لم أبطأت في مجيئك. فقال أبو حنيفة: قد حصل لي أمرٌ عجيب فلذلك أبطأت. وذلك أن بيتي وراء دجلة. فخرجت من منزلي وجئت إلى جنب دجلة حتى أعبرها فرأيت بجنب دجلة سفينةً عتيقةً مقطعةً قد افترق ألواحها. فلما وقع بصري عليها اضطربت الألواح وتحركت واجتمعت وتوصل بعضها ببعض وصارت السفينة صحيحةً بلا نجار ولا عمل عامل. فقعدت عليها وعبر الماء وجئت ههنا. فقال الدهري: أسمعوا أيها الأعيان ما يقول إمامكم وأفضل زمانكم.