ما ينبغي للوالد في تربية ابنه

207 ينبغي للوالد أن لا يسهو من تأديب ولده. ويحسن عنده الحسن. ويقبح عنده القبيح. ويحثه على المكارم وعلى تعلم العلم والأدب. ويضربه على ذلك. قال بعضهم:

لا تسه عن أدب الصغير ... وإن شكا ألم التعب

ودع الكبير وشأنه ... كبر الكبير عن الأدب

208 قال ابن عتبة يوصي مؤدب ولده: ليكن أول إصلاحك بني إصلاحك لنفسك. فإن عيوبهم معقودة بعيبك. فالحسن عندهم ما فعلت. والقبيح ما تركت. علمهم الدين ولا تملهم فيه فيتركوه. ولا تتركهم منه فيجروه. وروهم من الشعر أعفه. ومن الكلام أشرفه. ولا تخرجهم من علم إلى علم حتى يحكموه. فإن ازدحام الكلام في السمع مضلةٌ للفهم. تهددهم بي وأدبهم دوني. وكن كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء قبل معرفة الداء. وجنبهم محادثة السفهاء. وروهم سير الحكماء (كتاب الدراري لكمال الدين الحلبي) 209 أوصى الرشيد مؤدب ولده الأمين فقال: إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه وثمرة قلبه. فصير يدك عليه مبسوطة وطاعتك عليه واجبةً. أقرئه كتب الدين. وعرفه الآثار. وروه الأشعار. وعلمه السنن وبصره مواقع الكلام. وأمنعه الضحك إلا في أوقاته. ولا تمرر بك ساعةٌ إلا وأنت مغتنم فيها فائدةً تفيده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015