لا تنظرن لأثوابٍ على أحدٍ ... إن رمت تعرفه فانظر إلى الأدب

فالعود لو لم تفح منه روائحه ... لم يفرق الناس بين العود والحطب

دخل أبو العالية على ابن عباسٍ فأقعده معه على السرير وأقعد رجالاً من قريش تحته. فرأى سوء نظرهم إليه وجهومة وجوههم. فقال: مالكم تنظرون إلي نظر الشحيح إلى الغريم المفلس. هكذا الأدب يشرف الصغير على الكبير. ويرفع المملوك على المولى. ويقعد العبيد على الأسرة. قال الشاعر:

مالي عقلي وهمتي حسبي ... ما أنا مولى ولا أنا عربي

إذا انتمى منتمٍ إلى أحدٍ ... فإنني منتم إلى أدبي

(للابشيهي) 205 دخل سالم بن مخزومٍ على عمر بن عبد العزيز فتخلى له عن الصدر. فقيل له في ذلك. فقال: إذا دخل عليك من لا ترى لك عليه فضلاً فلا تأخذ عليه شرف المنزلة. قال بعضهم:

أيها الفاخر جهلاً بالحسب ... إنما الناس لأم ولأب

إنما الفخر بعقلٍ راحجٍ ... وبأخلاقٍ حسانٍ وأدب

قال آخر:

لا تذخر غير العلو ... م فإنها تعم الذاخائر

فالمرء لو ربح البقا ... ء مع الجهالة كان خاسر

دخل محمد بن زيادٍ مؤدب الواثق على الواثق. فأظهر إكرامه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015