الصدق والكذب

112 إن الصدق عمود الدين وركن الأدب وأصل المروءة. فلا تتم هذه الثلاثة إلا به. وقال أرسطاطاليس: أحسن الكلام ما صدق فيه قائله وانتفع به سامعه. وإن الموت مع الصدق خير من الحياة مع الكذب. ومما جاء في هذا الباب قول محمود الوراق:

الصدق منجاة لأربابه ... وقربة تدني من الرب

(للابشيهي) 113 وخطب الحجاج فأطال فقام رجل فقال: الصلاة. فإن الوقت لا ينتظرك والرب لا يعذرك. فأمر بحبسه. فأتاه قومه وزعموا أنه مجنون وسألوه أن يخلي سبيله. فقال: إن أقر بالجنون خليته. فقال: معاذ الله لا أزعم أن الله ابتلاني وقد عافاني.

فبلغ ذلك الحجاج فعفا عنه لصدقه (للثعالبي) 114 قال بعض الحكماء: إن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار. وإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة. وما أحسن ما قال الشاعر:

إذا عُرِفَ الإنسان بالكذب لم يزل ... لدى الناس كذاباً ولو كان صادقا

فإن قال لا تصغي له جلساؤه ... ولم يسمعوا منه ولو كان ناطقا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015