47 وقال بعض الشعراء:
جزى الله عنا الموت خيراً فإنه ... أبر بنا من كل برٍ وأرأف
يعجل تخليص النفوس من الأذى ... ويدني من الدار التي هي أشرف
دخل العتبي المقابر فأنشأ يقول:
سقياً ورعياً لإخوان لنا سلفوا ... أفناهم حدثان الدهر والأبد
نمدهم كل يومٍ من بقيتنا ... ولا يؤوب إلينا منهم أحد
48 كان علي بن أبي طالبٍ إذا دخل المقبرة قال: السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة. والمحال المقفرة. من المؤمنين والمؤمنات. اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز بعفوك عنا وعنهم. ثم يقول: الحمد لله الذي جعل لنا الأرض كفاتاً أحياءً وأمواتاً. والحمد لله الذي منها خلقنا وإليها معادنا وعليها محشرنا. طوبي لمن ذكر المعاد وعمل الحسنات وقنع بالكفاف ورضي عن الله عز وجل. (لابن عبد ربه) 49 الأيام خمسةٌ يومٌ مفقودٌ. ويومٌ مشهودٌ. ويومٌ مورودٌ. ويومٌ موعودٌ. ويومٌ ممدودٌ. فالمفقود أمسك الذي فاتك مع ما فرطت فيه. والمشهود يومك الذي أنت فيه فتزود فيه من الطاعات. والمورود هو غدك لا تدري هل هو من أيامك أم لا. والموعود هو آخر أيامك من أيام الدنيا فاجعله نصب عينك. والممدود هو آخرتك وهو يومٌ لا انقضاء له. فاهتم له غاية اهتمامك فإنه إما نعيم دائم أو عذابٌ مخلدٌ.