أيا هذا تجهز ... لفراق الأهل والمال
فلا بد من الموت ... على حال من الحال
43 قال الأصمعي: صنع الرشيد طعاماً وزخرف مجالسه وأحضر أبا العتاهية وقال له: صف لنا ما نحن فيه من نعيم هذه الدنيا. فقال أبو العتاهية:
عش ما بدا لك سالماً ... في ظل شاهقة الفضور
فقال الرشيد: أحسنت ثم ماذا. فقال:
يسعى عليك بما اشتهيت ... لدى الرواح أو البكور
فقال: حسنٌ ثم ماذا. فقال:
فإذا النفوس تقعقعت ... في ظل حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً ... ما كنت إلا في غرور
فبكى الرشيد. فقال الفضل بن يحيى: بعث إليك أمير المؤمنين لتسيره فحزنته. فقال الرشيد. دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا بنه.. (للفخري) 44 أنشد أبو العتاهية:
الموت بين الخلق مشترك ... لا سوقةٌ يبقى ولا ملك
ما ضر أصحاب القليل وما ... أغنى عن الأملاك ما ملكوا
وقال أيضاً:
لا تأمن الموت في طرفٍ ولا نفس ... إذا تسترت بالأبواب والحرس