إلينا خراجه ويطيعنا أهله مدةً من المدد. حتى صار بنا صائح الدهر فشتت ملأنا. والدهر ذو نوائب وصروفٍ. فلو رأيتنا في أيامنا لأرعدت فرائصك فرقاً منا. فقال لها سعدٌ: ما أنعم ما تنعمتم به. قال: سعة الدنيا علينا وكثرة الأصوات إذا دعونا. ثم أنشأت تقول:
وبينا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوقةٌ ليس ننصف
فتباً لدنيا لا يدوم نعيمها ... تقلب تاراتٍ بنا وتصرف
ثم قالت: يا سعد إنه لم يكن أهل بيتٍ بخيرٍ إلا والدهر يعقبهم حسرةً حتى أمر الله على الفريقين. فأكرمها سعد وأمر بردها (للطرطوشي) قال بعضهم:
يعاندني دهري كأني عدوه ... وفي كل يوم بالكريهة يلقاني
وإن رمت خيراً جاء دهري بضده ... وإن يصف لي يوماً تكدر في الثاني
39 قال ابن المعتز:
يا دهر ويحك قد أكثرت فجعاتي ... شغلت أيام دهري بالمصيبات
ملأت ألحاظ عيني كلها مزناً ... فأين لهوي وأحبابي ولذاتي
حمداً لربي وذماً للزمان فما ... أقل في هذه الدنيا ملذاتي
قال غيره:
ألا إنما الدنيا كظل سحابةٍ ... أظلتك يوماً ثم عنك اضمحلت