14 الأعمال التي هي فروع الإيمان هي تجنب المحارم وأداء الفرائض. وهي قسمان أحدهما بينك وبين الله تعالى مثل الصوم والصلاة والزكاة والعفة عن الحرام. والأخرى ما بينك وبين الخلق وهي العدل في الرعية والكف عن الظلم. والأصل في ذلك أن تعمل فيما بينك وبين الخالق تعالى من طاعة أمره والإزدجار بزجره ما تختار أن يعتمده عبدك في حقك. وأن تعمل فيما بينك وبين الناس ما تريد أن يعمل معك من سواك إذا كان غير السلطان وكنت من رعيته. واعلم أنه ما كان بينك وبين الخالق تعالى فإن عفوه قريبٌ وإنه غفورٌ رحيمٌ. أما ما يتعلق بمظالم الخلق فإنه لا يتجاوز به عنك على كل حال يوم القيامة. وخطره عظيمٌ ولا يسلم من هذا الخطر أحدٌ من الملوك إلا ملكٌ عمل بالعدل في رعيته. (للغزالي) قال المعري:
لو يعلم الإنسان مقداره ... لم يفخر المولى على عبده
لولا سجاياه وأخلاقه ... لكان كالمعدوم في وجده
ومجده أفعاله لا الذي ... من قبله كان ولا بعده
15 كان يزيد الرقاشي يقول: يا يزيد من يقوم عنك أو يصلي لك أو يترضى لك ربك إذا مت. وكان خالد بن معدان يقول: