وسببه أن الإسكندروس بطرك الإسكندرية منع آريوس من دخول الكنيسة وحرمه لمقالته ونقل عن بطرس الشهيد بطرك الإسكندرية أنه قال عن آريوس إن إيمانه فاسد وكتب بذلك على جميع البطاركة. فمضى آريوس إلى قسطنطين ومعه أسقفان فاستغاثوا به وشكوا الإسكندروس فأمر بإحضاره من الإسكندرية فحضر هو وآريوس. وجمع له الأعيان من النصارى ليناظروه. فاستحسن الملك قسطنطين كلام إسكندروس وأمره أن يحرم آريوس فحرمه. وسأل الإسكندروس الملك أن يحضر الأساقفة. فأمره بهم فأتوه من جميع ممالكه واجتمعوا بعد ستة أشهر بمدينة نيقية وعددهم ثلاثمائة وثمانية عشر. فمال قسطنطين إلى قولهم وأعرض عما سواه. وأقبل على الثلاثمائة والثمانية عشر وأمر لهم بكراسي وأجلسهم عليها. ودفع إليهم سيفه وخاتمه وبسط أيديهم في جميع مملكته. فباركوا عليه ووضعوا له كتاب قوانين الملوك وقوانين الكنيسة وفيه ما يتعلق بالمحاكمات والمعاملات وكتبوا بذلك إلى سائر الممالك. وكان رئيس هذا المجمع الإسكندروس وأسطاس بطرك أنطاكية ومقاريوس أسقف القدس. ووجه سلطوس (سلوسترس) بطرك رومة بقسيسين اتفقا معهم على حرم آريوس فحرموه ونفوه. ووضع الثلاثمائة والثمانية عشر الأمانة المشهورة عندهم وأوجبوا أن يكون الصوم متصلاً بعيد الفصح على ما رتبه البطاركة في أيام الملك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015