فتح تفتح أبواب السماء له ... وتبرز الأرض في أثوابها القشب

يا يوم وقعة عمورية انصرفت ... عنك المنى حفلا معسولة الحلب

أبقيت جد بني الإسلام في صعد ... والمشركين ودار الشرك في صبب

أم لهم لو رجوا أن تفتدى جعلوا ... فداءها كل أم برة وأب

وبرزة الوجه قد أعيت رياضتها ... كسرى وصدت صدودا عن أبي كرب

من عهد إسكندر أو قبل ذلك قد ... شابت نواصي الليالي وهي لم تشب

بكر فما افترعتها كف حادثة ... ولا ترقت إليها همة النوب

حتى إذا مخض الله السنين لها مخض الحليبة كانت زبدة الحقب

أتتهم الكربة السوداء سادرة ... منها وكان اسمها فراجة الكرب

جرى لها الفأل نحسا يوم أنقرة ... إذ غودرت وحشة الساحات والرحب

لما رأت أختها بالأمس قد خربت ... كان الخراب لها أعدى من الجرب

كم بين حيطانها من فارس بطل ... قاني الذوائب من آني دم سرب

بسنة السيف والخطي من دمه ... لا سنة الدين والإسلام مختضب

لقد تركت أمير المؤمنين بها ... للنار يوما ذليل الصخر والخشب

غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى ... يقله وسطها صبح من اللهب

حتى كأن جلابيب الدجى رغبت ... عن لونها أو كأن الشمس لم تغب

ضوء من النار والظلماء عاكفة ... وظلمة من دخان في ضحى شحب

فالشمس طالعة من ذا وقد أفلت ... والشمس واجبة من ذا لم تجب

تصرح الدهر تصريح الغمام لها ... عن يوم هيجاء منها طاهر جنب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015