ويزيدني غضب الأعادي قسوة ... ويلم بي عب الصديق فأجزع

تصفو الحياة لجاهل أو غافل ... عما مضى منها وما يتوقع

ولمن يغالط في الحقائق نفسه ... ويسومها طلب المحال فتطمع

أين الذي الهرمان من بنيانه ... ما قومه ما يومه ما المصرع

تتخلف الآثار عن أصحابها ... حينا ويدركها الفناء فتتبع

لم يرض قبل أبي شجاع مبلغ ... فبل الممات ولم يسعه موضع

كنا نظن دياره مملوءة ... ذهبا فمات وكل دار بلقع

وإذا المكارم والصوارم والقنا ... وبنات أعوج كل شيء يجمع

المجد أخسر والمكارم صفقة ... من أن يعيش بها الكريم الأروع

والناس أنزل في زمانك منزلا ... من أن تعايشهم وقدرك أرفع

برد حشاي إن استطعت بلفظة ... فلقد تضر إذا تشاء وتنفع

ما كان منك إلى خليل قبلها ... ما يستراب به ولا ما يوجع

ولقد أراك وما تلم ملمة ... إلا نفاها عنك قلب أصمع

ويد كأن قتالها ونواها ... فرض يحق عليك وهو تبرع

يا من يبدل كل يوم حلة ... أنى رضيت بحلة لا تنزع

مازلت تخلعها على من شاءها ... حتى لبست اليوم ما لا تخلع

ما زلت تدفع كل أمر فادح ... حتى أتى المر الذي لا يدفع

فظللت تنظر لا رماحك شرع ... فيما عراك ولا سيوفك قطع

بأبي الوحيد وجيشه متكاثر ... يبكي ومن شر السلاح الأدمع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015