ليس الذي يبكى على وصله ... مثل الذي يبكى على صده

والطرف يرتاح إلى غمضه ... وليس يرتاح إلى سهده

كان الأسى فرضا لو أن الردى ... قال لنا افدوه فلم نفده

هل هو إلا طالع للهدى ... سار من الترب إلى سعده

فبات أدنى من يد بيننا ... كأنه الكوكب في بعده

يا دهر يا منجز إيعاده ... ومخلف المأمول من وعده

أي جديد لك لم تبله ... وأي أقرانك لم ترده

تستأسر العقبان في جوها ... وتنزل الأعصم من فنده

أرى ذوي الفضل وأضدادهم ... يجمعهم سيلك في مده

إن لم يكن رشد الفتى نافعا ... فغيه انفع من رشده

تجربة الدنيا وأفعالها حثت أخا الزهد على زهده

إن زماني برزاياه لي ... صيرني أمرح في قده

كأننا في كفه ماله ... ينفق ما يختار من نقده

لو عرف الإنسان مقداره ... لم يفخر المولى على عبده

أضحى الذي أجل في سنه ... مثل الذي عوجل في مهده

ولا يبالي الميت في قبره ... بذمه شيع أم حمده

والواحد المفرد في حتفه ... كالحاشد المكثر من حشده

وحالة الباكي لآبائه ... كحالة الباكي على ولده

ما رغبة الحي بأبنائه ... عما جنى الموت على جده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015