والناس كالعين إن نقدتهم ... تفاوتت عن نقدك القيم
يا طالب الجود قد قضى عمر ... فكل جود وجوده عدم
ويا منادي الندى ليدركه ... أقصر ففي مسمع الندى صمم
مضى الذي كان للأنام أبا ... فاليوم كل الأنام قد يتموا
وسار فوق الرقاب مطرحاً ... وحوله الصافنات تزدحم
مقلبات السروج شاخصةً ... لها زفير ذابت به اللجم
وحل دارا ضاقت بساكنها ... ودون أدنى دياره إرم
كأنه لم يطل إلى رتب ... تقتصر من دون نيلها الهمم
ولم يهمد للملك قاعدة ... بها عيون العقول تحتلم
ولم تقبل له الملوك يدا ... ترغب في سلمها فتستلم
ولم يقد للحروب أسد وغى ... تسري بها من رماحها أجم
أين الذي كان للورى سنداً ... ورحب أكنافه لها حرم
أين الذي إن سرى إلى بلدٍ ... لا ظلم يبقى به ولا ظلم
أين الذي يحفظ الزمام لنا ... إن حفزت عند غيره الذمم
يا ناصر الدين وابن ناصره ... ومن به في الخطوب يعتصم
وصاحب الرتبة التي وطئت ... لها على هامة السهى قدم
يثني عليك الورى وما شهدوا ... من السجايا إلا بما علموا
يبكيك مألوفك التقى أسفاً ... وصاحباك العفاف والكرم