وكيف التقى مثوى من الأرض ضيق ... على جبل كانت به الأرض تمنع
ولما انقضت أيامه انقضت العلى ... وأضحى به أنف الندى وهو أجدع
وراح عدو الدين جذلان ينتحي ... أماني كانت من حشاه تقطع
وكان حميد معقلا ركعت به ... قواعد ما كانت على الضيم تركع
وكنت أراه كالرزايا رزئتها ... ولم أدر أن الخلق تبكيه أجمع
لقد أدركت فينا المنايا بثأرها ... وحلت بخطب وهيه ليس يرفع
نعاء حميداً للسرايا إذا غدت ... تذاد بأطراف الرماح وتوزع
وللمرهق المكروب ضاقت بأمره ... فلم يدر في حوملتها كيف يصنع
وللبيض خلتها البعول ولم يدع ... لها غيره داعي الصباح المفزع
كأن حميدا لم يقد جيش عسكر ... إلى عسكر أشياعه لا تروع
ولم يبعث الخيل المغيرة بالضحى ... مراحا ولم يرجع بها وهي ظلع
رواجع يحملن النهاب ولم تكن ... كتائبه إلا على النهب ترجع
هوى جبل الدنيا المنيع وغيثها ال ... مريع وحاميها الكمي المشيع
وسيف أمير المؤمنين ورمحه ... ومفتاح باب الخطب والخطب أفظع
فأقنعه من ملكه ورباعه ... ونائله قفر من الأرض بلقع
على أي شجو تشتكي النفس بعده ... إلى شجوه أو يذخر الدمع مدمع
ألم تر أن الشمس حال ضياؤها ... عليه وأضحى لونها وهو أسفع
وأوحشت الدنيا وأودى بهاؤها=وأجدب مرعاها الذي كان يمرع
وقد كانت الدنيا به مطمئنة ... فقد جعلت أوتادها تتقلع