وأصبح عني بالغميضاء جالسا ... فريقان مسؤل وآخر يسأل

فقالوا لقد هرت بليل كلابنا ... فقلنا أذئب عس أم عس فرعل

فلم تك إلا نبأة ثم هومت ... فقلنا قطاة ريع أم ريع أجدل

فإن يك من جن لأبرح طارقا ... وإن يك إنساً ما كها الإنس تفعل

ويوم من الشعرى يذوب لعابه ... أفاعيه في رمضائه تتململ

نصبت له وجهي ولا كن دونه ... ولا ستر إلا الأتحمي المرعيل

وضاف إذا هبت له الريح طيرت ... لبائد عن أعطافه ما ترجل

وحرق كظهر الترس قفر قطعته ... بعاملتين ظهره ليس يعمل

وألحقت أولاه بأخراه موفيا ... على قنة أقعي مرارا وأمثل

ترود الأراوي الضخم حولي كأنها ... عذارى عليهن الملأ المذيل

ويركدن بالآصال حولي كأنني ... من العصم أدفى ينتحي الكيح أعقل

نخبة من لامية العجم للطغرائي*

أصالة الرأي صانتني عن الخطل ... وحلية الفضل زانتني لدى العطل

مجدي أخيرا ومجدي أولا شرع ... والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل

فيم الإقامة بالزوراء لا سكني ... بها ولا ناقتي فيها ولا جملي

ناء عن الأهل صفر الكف منفردٌ ... كالسيف عري متناه من الخلل

فلا صديق إليه مشتكي حزنى ... ولا أنيس إليه منتهى جذلي

طال اغترابي حتى حن راحلتي ... ورحلها وقرى العسالة الذبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015