لما رآني قد نزلت أريده ... أبدى نواجذه بغير تبسم

عهدي به مد النهار كأنما ... خضب البنان ورأسه العظلم

فطعنته بالرمح ثم علوته ... بمهند صافي الحديدة مخدم

بطل كأن ثيابه فس سرحة ... يحذى نعال السبت ليس بتوأم

نبئت عمرا غير شاكر نعمتي ... والكفر مخبثة لنفس المنعم

ولقد حفظت وصاة عمي بالضحى ... إذ تقلص الشفتان عن وضح الفم

في حومة الحرب التي لا تشتكي ... غمراتها الأبطال غير تغمغم

إذ يتقون بي الأسنة لم أخم ... عنها ولكني تضايق مقدمي

لما رأيت القوم أقبل جمعهم ... يتذامرون كررت غير مذمم

يدعون عنتر والرماح كأنها ... أشطان بئر في لبان الأدهم

مازلت أرميهم بثغرة نحره ... ولبانه حتى تسربل بالدم

فازور من وقع القنا بلبانه ... وشكا إلي بعبرة وتحمحم

لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ... ولكان لو علم الكلام مكلمي

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس ويك عنتر أقدم

والخيل تقتحم الخبار عوابسا ... من بين شيظمة وأجرد شيظم

ذلل ركابي حيث شئت مشايعي ... لبي وأحفزه بأمر مبرم

ولقد خشيت بأن أموت ولم تكن ... للحرب دائرة على ابني ضمضم

الشاتمي عرضي ولم أشتمهما ... والناذرين إذا لم القهما دمي

إن يفعلا فلقد تركت أباهما ... جزر السباع وكل نسر قشعم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015