ألم يبلغك فتكي بالمواضي ... وسخري بالأسنة والزجاج
وأني لا يغير لي قتيرا ... خضاب كالمدام بلا مزاج
منعت الشيب من كتم التراقي ... ولم أمنعه من خطر العجاج
فهل حدثت بالحرباء يلقى ... برأس العير موضحة الشجاج
تصيح ثعالب المران كربا ... صياح الطير تطرب لابتهاج
حرام أن يراق نجيع قرن ... يجوب النقع وهو إلي لاجي
يقضب عنه أمراس المنايا ... لباس مثل أغراس النتاج
تعوذ بي حليف التاج قدما ... وفارس لم تهم بعقد تاج
شهدت الحرب قبل ابني بغيض ... وكنت زمان صحراء النباج
فلا يطعمك في الغمرات وردي ... فإني ربة المر الأجاج
فإن تركد بغمدك لا تخفني ... وإن تهجم علي فغير ناج
متى ترم السلوك بي الرزايا ... تجد قضاء مبهمة الرتاج
يرد حديدك الهندي سردي ... رفاتا كالحطيم من الزجاج
تناجيني إذا اختلف العوالي ... أتدري ويب غيرك من تناجي
كأن كعوبها متناثرات ... نوى قسب ترضخ للنواجي
مموهة كأن بها ارتعاشا ... لفرط السن أو داء اختلاج
تضيفني الذوابل مكرهات ... فترحل ما أذيقت من لماج
إذا ما السهم حاول في نهجا ... فإني عنه ضيقة الفجاج