لا تبذل الحلم لغير شاكر ... فإنه يفضي إلى إعجابه

فاغز العدى بعزمة من شأنها ... إتيان حزم الرأي من أبوابه

تسلم أرواح العدى إلى الردى ... وترجع الأمر إلى أربابه

حتى تقول كل رب رتبة ... قد رجع الحق إلى نصابه

قد رفع الله العذاب عنهم ... فشمروا الساعد في طلابه

رنوا إلى الملك بعين غادر ... أطمعه حلمك في اقتضابه

إن لم تقطع بالظبي أوصالهم ... لم تقطع الآمال من أسبابه

لا تقبل العذر فإن ربه ... قد أضمر التصحيف في كتابه

فتوبة المقلع إثر ذنبه ... وتوبة الغادر مع عقابه

لو أنهم خافوا كفاء ذنبهم ... لم يقدموا يوما على ارتكابه

فاصرم حبال عزمهم بصارم ... قد بالغ القيون في انتخابه

يعتذر الموت إلى شفرته ... وتقصر الآجال عن عتابه

يذيقهم في شبيه أضعاف ما ... أذاقه القيون من شبابه

يا ملكا يعتذر الدهر له ... وتخدم الأيام في ركابه

لم يك تحريضي لكم إساءة ... ولم أحل في القول عن آدابه

ولا يعيب السيف وهو صارم ... هز يد الجاذب في انتدابه

ذكر مشهور ونظمي سائر ... كلاهما أمعن في اغترابه

ذكر جميل غير أن نظمه ... يزيده حسنا مع اصطحابه

كالدر لا يظهر حسن عقده ... إلا جواز السلك في أثقابه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015