الله ومن الله تعالى أن يراكم الله منهزمين من عدوكم وانتم في قبضته وليس لكم ملجأ من دونه.

وخرج من بعده أبو سفيان بن حرب فطاف بين الصفوف وهو شاك في سلاحه راكب فرسه وهو يقول: معاشر الناس أنتم العرب الكرام السادة العظام وقد أصبحتم في ديار العلاج منقطعين عن الأهل والوطن. والله لا ينجيكم منهم اليوم إلا الطعن والضرب تبلغون بذلك أربكم وتنالون الفوز من ربكم. واعلموا إن الصبر في مواطن البأس مما يفرج الله به الهم وينجي به من الغم فأصدقوهم القتال فإن النصر ينزل مع الصبر. فإن صبرتم ملكتم أمصارهم وبلادهم واستعبدتم نساءهم وأبناؤهم. وإن وليتم فليس بين أيديكم إلا مفاوز لا تقطع إلا بالزاد الكثير والماء الغزير وهؤلاء يرجعون إلى دار وقصور. فامتنعوا بسيوفكم وجاهدوا في الله حق جهاده ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. (فتوح الشام للواقدي)

خطبة طارق قبل فتوح الأندلس

لما بلغ طارقاً دنو ردريق قام في أصحابه فمحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم حث المسلمين على الجهاد ورغبهم ثم قال: أيها الناس أين المفر. والبحر من ورائكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام. في مأدبة اللئام. وقد استقبلكم عدوكم بجيشه. وأسلحته وأقواته موفورة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015