براية رفعت للمجد خافقة ... تحوي على علم بالنصر منشور

وعسكر ملأ الآفاق محتشد ... من كل قطر من الأقطار محشور

يا نفس مالك في الدنيا مخلفة ... من بعد رحلته عن هذه الدور

وكيف تمشين فوق الأرض غافلة ... أليس جثمانه فيها بمقبور

حق على كل نفس أن تموت أسى ... لكن ذلك أمر غير مقدور

يا نفس فاتئدي لا تهلكي أسفا ... فأنت منظومة في سلك معذور

إذ لست مأمورة بالمستحيل ولا ... بما سوى بذل مجهود وميسور

إن المنايا وإن عمت محرمة ... على شهيد جميل الحال مبرور

ابتاع سلطنة العقبى بسلطنة ال ... دنيا فأعظم بربح غير محصور

بل حاز كلتيهما إذ حل منزله ... من لم يغايره في أمر ومأمور

فإنه عينه في كل مأثرة ... وكل أمر عظيم الشان مأثور

أضحى بقبضته الدنيا برمتها ... ما كان من مجهل منها ومعمور

سبحان من ملك جلت مفاخره ... عن البيان بمنظوم ومنثور

لا زال أحكامه بالعدل جارية ... بين البرية حتى نفخة الصور

لأبي البقاء صالح بن شريف الرندي يرثي الأندلس

لكل شيء إذا ما تم نقصان ... فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول ... من سره زمن ساءته أزمان

وهذه الدار لا تبقي على أحد ... ولا يدوم على حال لها شان

يمزق الدهر حتما كل سابغة ... إذا نبت مشرفيات وخرصان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015