أو كان من حمر المنايا يمانع ... منعتك سمرقنا وبيض سيوف
يا طالبي المعروف أين مصيركم ... مات الفتى المعروف بالمعروف
ألمشتري العليا بأعلى قيمة ... من غير ما بخس ولا تطفيف
ما عنف الجلساء قط ونفسه ... لم يخلها يوما من التعنيف
يا مرشد الفتيان إذ ما أشكلت ... طرق الصواب ومنجد الملهوف
من للضعيف يعينه أنى أتى ... مستصرخا يا غوث كل ضعيف
من لليتامى والأرامل كافل ... يرجونه في شتوة ومصيف
أفنيت عمرك في تقى وعبادة ... وإفادة للعلم أو تصنيف
وسبحت في بحر العلوم مكابدا ... أمواجه والناس دون سيوف
وبذلت سائر ما حويت ولم تدع ... لك من تليد في العلا وطريف
يا شمس مالك تطلعين ألم تري ... شمس المعارف غيبت بكسوف
لهفي على حبر بكل فضيلة ... قد كان مرجوا لكل مخيف
كان الخفيف على تقي مؤمن ... لكن على الفجار غير خفيف
عم المصاب به الطوائف كلها ... لما ألم وخص كل حنيف
بشراك يا ابن علي العالي الذرى ... إذ بت ضيفا عند خير مضيف
ولقد نزلت على كريم غافر ... بالنازلين كما علمت رؤوف
مصاب لم ينفس للخناق ... أصار الدمع جارا للمآق
فروض العلم بعد الزهو ذاو ... وروح الفضل قد بلغ التراقي