أسواك الذي أجود عليه ... بدمي إنني إذا لبخيل
عثر الدهر فيك عثرة سوء ... لم يقل مثلها المعين المقيل
قل لمن ضن بالحياة فإنا ... بعده في التراب صرعى حلول
حفرة حشوها وفاء وحلم ... وندى فاضل ولب أصيل
وعفاف عما يشين وحلم ... راجح الوزن بالرواسي يميل
وبنان يمينها غير جعد ... وجبين صلت وخد أسيل
وامرؤ أشرقت صفيحة خديه عليه بشاشة وقبول
لبس الرجال جديدهم في عيدهم ... ولبست حزن أبي الحسين جديدا
أيسرني عيد ولم أر وجهه ... فيه ألا بعدا لذلك عيدا
فارقته وبقيت أخلد بعده ... لا كان ذاك بقا ولا تخليدا
من لم يمت جزعا لفقد حبيبه ... فهو الخؤون مودة وعهودا
مت مع حبيبك إن قدرت ولا تعش ... من بعده ذا لوعة مكمودا
ما أم خشف قد ملا أحشاءها ... حذرا عليه وجفنها تسهيدا
إن نام لم تهجع وطافت حوله ... فيبيت مكلوءا بها مرصودا
مني بأوجع إذ رأيت نوائحاً ... لأبي الحسين وقد لطمن خدودا
ولقد عدمت أبا الحسين جلادتي ... لما رأيت جمالك المفقودا
كنت الجليد على الرزايا كلها ... وعلى فراقك لم أجد تجليدا
ولئن بقيت وما هلكت فإن لي ... أجلا وإن لم أحصه معدودا