قال الأديب كمال الدين علي بن محمد بن المبارك الشهير بابن الأعمى في ذم دار كان يسكنها
دار سكنت بها أقل صفاتها ... أن تكثر الحشرات في جناتها
ألخير عنها نازح متباعد ... والشر دان من جميع جهاتها
من بعض ما فيها البعوض عدمته ... كم أعدم الأجفان طيب سباتها
وتييت تسعرها براغيث متى ... غنت لها رقصت على نغماتها
رقص بتنقيط ولكن قافه ... قد قدمت فيه على أخواتها
وبها ذباب كالضباب يسد عين الشمس ما طربي سوى غناتها
أين الصوارم والقنا من فتكها ... فينا وأين الأسد من وثباتها
وبها خفافيش تطير ما هو معجز ... أبصارنا عن وصف كيفياتها
وبها من الجرذان ما قد قصرت ... عنه العتاق الجرد في حملاتها
وبها خنافس كالطنافس أفرشت ... في أرضها وعلت على جنباتها
وبنات وردان وأشكال لها ... مما يفةت العين كنه ذواتها
أبدا تمص دماءنا فكأنها ... حجامة لبدت على كاساتها
وبها من النمل السليماني ما ... قد قل ذر الشمس عن ذراتها
ما راعني شيء سوى وزغاتها ... فتعوذوا بالله من ذراتها
سجعت على أوكارها فظننتها ... ورق الحمام سجعن في شجراتها
وبها زنابير تظن عقاربا حر السموم أخف من زفراتها