كم عودة دلت على مآبها ... والخلد للإنسان في مآبه
لو قرب الدر على طالبه ... ما نجح الغائض في طلابه
ولو أقام لازما أصدافه ... لم تكن التيجان في حسابه
ما لؤلؤ البحر ولا من صانه ... إلا وراء الهول من عبابه
وافتر ثغر الزهر بشرا إذ رأى ... وجه المليك تحفه البشراء
ساس الخلافة بالمكارم والحجى ... إذ لم يسسها مثله الخلفاء
تعلو السماء ثلاثة من أرضه ... ألفضل والإفضال والنعماء
وثلاثة قد جنبت أخلاقه ... ألخلق والآثام والشحناء
وثلاثة في العزم من أفعاله ... ألنقض والإبرام والآراء
والمجد وهو اثنان أحرز وأحدا ... أعمامه والآخر الآباء
يقظاته والليل مرخ سجفه ... تركت عيونا ما لها إغفاء
بحر لكفي تجره نعماؤه ... بدر لعيني تبده الأضواء
لو عانيت منه السحائب ما أرى ... حارت فلم تتجبس الأنواء
وإذا اختفى عن منكريه فعاذر ... أن لا تراه مقلة عمياء
هذي المآثر ليس ينشي مثلها ... بان ولم يسمو بها النظراء
تتحير الشعراء فيها إذ تذل م ببحرها الكبراء والعظماء
لم يثن في طلب أعنة خليه ... لما اعترت مهزومها النكباء