دراري من نور الهدى تتوقد ... مطالعها فوق المجرة أسعد
وأنهار جود كلما أمسك الحيا ... يمد بها طامي الغوراب مزبد
وآساد حرب غابها شجر القنا ... ولا لبد إلا العجاج الملبد
مساعير في الهيجا مساعير الندى ... بأيديهم يحمى الهجير ويبرد
تشب بهم ناران للحرب والقرى ... ويجري
بهم سيلان جيش وهسجد
ويستمطرون البرق والبرق عبدهم ... سيوف على أفق العداة تجرد
سلام على المهدي أما قضاؤه ... فحتم وأما أمره فمؤكد
إمام الورى عم البسيطة عدله ... على حين وجه الأرض بالجور أربد
بصير رأى الدنيا بعين جليلة ... فلم يغنه إلا المقام الممجد
ولما مضى والأمر لله وحده ... وبلغ مأمول وأنجز موعد
تردى أمير المؤمنين رداءه ... وقام بأمر الله والناس هجد
بعزمة شيحان الفؤاد مصمم ... يقوم به أقصى الوجود ويعقد
مشيئته ما شاءه الله إنه ... إذاهم فالحكم الإلهي يسعد
كتائبه مشفوعة بملائكٍ ... تزاد بها في كل حال وترفد
وما ذاك إلا نية خلصت له ... فليس له فيما سوى الله مقصد
إذا خطبت راياته وسط محفل ... ترى قمم الأعداء في الترب تسجد
وإن نطقت بالفصل فيهم سيوفه ... أقر بأمر الله من كان يجحد
معيد علوم الدين بعد ارتفاعها ... ومبدي علوم لم تكن قبل تعهد