فلوان مشتاقا تكلف غير ما ... في وسعه لسعى إليك المنبر
أيدت من فصل الخطاب بحكمة ... تنبي عن الحق المنير وتخبر
ووقفت في برد الخطيب مذكراً ... بالله تنذر تارة وتبشر
صلوا وراءك آخذين بعصمة ... من ربهم وبذمة لا تخفر
ومواعظ شفت الصدور من الذي ... يعتادها وشفاؤها متعذر
حتى لقد علم الجهول وأخلصت ... نفس المرئي واهتدى المتحير
فاسعد بمغفرة الإله فلم يزل ... يهب الذنوب لمن يشاء ويغفر
ألله أعطاك المحبة في الورى ... وحباك بالفضل الذي لا ينكر
ولأنت أملأ للعيون لديهم ... وأجل قدرا في الصدور وأكبر
إمام عدل لتقوى الله باطنه ... وللجلالة والإحسان ظاهره
تجسد الحق في أثناء بردته ... وتوجهت باسمه العالي منابره
له على ستر سر الغيب مطلع ... فما موارده إلا مصادره
راع بطرف حمى الإيمان ساهرُهُ ... ساطٍ بسيف أباد الجور شاهرة
في صدره البحر أو في بطن راحته ... كلاهما يغمر السؤال زاخرة
محجبٌ في سجوف العز لو فرجت ... عن نور وجه يباهي الصبح باهرة
نضاه سيفاً على أعداء دولته ... ما كل سيف له تثنى خناصره
فضل اصطفاء أتى من غير مسئلةٍ ... يغنى به عن أخٍ برٍ يؤازره
تهن نعمى أمير المؤمنين ودم ... يا أيها الأشرف الميمون طائرة