ولله ما أنت من خابر ... بسجل لقوم ومن خارب

فتسقي العدى بكؤوس الردى ... وتسبق مسئلة الطالب

وكم راغب نلته بالعطا ... وكم نلت بالعطف من هارب

وتلك الخلائق أعطيتها ... وفضل من المانع الواهب

كسبت الثناء وكسب الثنا ... ء أفضل مكسبة الكاسب

يقينك يجلو ستور الدجا ... وظنك يخبر بالغائب

وهذا الشعر يتدفق طبعا وسلاسة

لما خلص محمد بن عبد الله بن طاهر إبراهيم بن المدبر جود المسالة في أمره وبذل أن يحتمل في ماله كل ما يطالب به فأعفاه المتوكل من ذلك ولم يلتفت إلى عبيد الله ووهبه لابن طاهر وكان إبراهيم استغاث به ومدحه بقوله:

دعوتك من كرب ولبيت دعوتي ... ولم تعترضني إذ دعوت المعاذر

إليك وقد جليت أوردت همتي ... وقد أعجزتني عن همومي المصادر

نمى بك عبد الله في العز والعلا ... وحاز لك المجد المؤثل طاهر

فأنتم بنو الدنيا وأملاك جوها ... وساستها والأعظمون الأكابر

مآثر كانت للحسين ومصعب ... وطلحة لا تحوي مداها المفاخر

إذا بذلوا قيل الغيوث البواكر ... وإن غضبوا قيل الليوث الهواصر

تعطيكم يوم اللقاء البواتر ... وتزهو بكم غير المقام المنابر

وما لكم غير الأسرة مجلس ... ولا لكم غير السيوف مخاصر

ولي حاجة إن شئت أحرزت مجدها ... وسرك منها أول ثم آخر

كلام أمير المؤمنين وعطفه ... فما لي بعد الله غيرك ناصر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015