الباب السابع في الفكهات

بغلة أبي دلامة

كان أبو دلامة كوفيا أسود مولى لبني أسد أدرك آخر أيام بني أمية ونبغ في أيام بني العباس ومدح السفاح والمنصور والمهدي. وكان صاحب نوادر وملح. وأما بغلته فكانت جامعة لعيوب الدواب كلها. وكانت أشوه الدواب خلقا في منظر العين وأسوأها خلقا في مخبرها. فكان إذا ركبها تبعه الصبيان يتضاحكون به. وكان يقصد ركوبها في مواكب الخلفاء والكبراء ليضحكهم بشماسها حتى نظم فيها قصيدته المشهورة وهي:

أبعد الخيل أركبها كراما ... وبعد الفره من خضر البغال

رزقت بغيلة فيها وكال ... وليته لم يكن غير الوكال

رأيت عيوبها كثرت وليست ... وإن أكثرت ثم من المقال

ليحصي منطقي وكلام غيري ... عشير خصالها شر الخصال

فأهون عيبها أني إذا ما ... نزلت وقلت امشي لا تبالي

تقوم فما تبت هناك شبرا ... وترمحني وتأخذ في قتالي

وإني إن ركبت أذيت نفسي ... بضرب باليمين وبالشمال

وبالرجلين أركلها جميعا ... فيا لك في الشقاء وفي الكلال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015