نهاية الأرب. بمشهد من ذوي البلاغة. ومتقي صناعة الصياغة. فقام كل منهم يعرب عن نفسه. ويفتخر على أبناء جنسه
(فقال الربيع) : أنا شاب الزمان. وروح الحيوان. وإنسان عين الإنسان. أنا حياة النفوس. وزينة عروس الغروس. ونزهة الأبصار. ومنطق الأطيار. عرف أوقاتي ناسم. وأيامي أعياد ومواسم. فيها يظهر النبات. وتنشر الأموات. وترد الودائع. وتتحرك الطبائع. ويمرح جنيب الجنوب. وينزح وجيب القلوب. وتفيض عيون الأنهار. ويعتدل الليل والنهار. كم لي عقد منظوم. وطراز وشي مرقوم. وحلة فاخرة. وحلية ظاهرة. ونجم سعد يدني راعيه من الأمل. وشمس حسن تنشد: يا بعد ما بين برج الجدي والحمل. عساكري منصورة. وأسلحتي مشهورة. فمن سيف غصن مجوهر. ودرع بنفسج مشهر. ومغفر شقيق أحمر. وترس بهار يبهر. وسهم آس يرشق فينشق. ورمح سوسن سنانه أزرق. تحرسها آيات. وتكنفها ألوية ورايات. بي تحمر من الورد خدوده. وتهتز من البان قدوده. ويخضر عذار الريحان. وينتبه من النرجس طرفه الوسنان. وتخرج الخبايا من الزوايا. ويفتر ثغر الأقحوان قائلا: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
إن هذا الربيع شيء عجيب ... تضحك الأرض من بكاء السماء
ذهب حيثما ذهبنا ودر ... حيث درنا وفضة في الفضاء