نستبشر نحن معاشر المؤمنين بسلاق السيد المسيح. نتقيل بأصناف الملائكة في السجود والتسبيح. نرفع الهمم عن مساقط الشهوات الأرضية. نقود القلوب بأزمة العزائم إلى الطريق المرضية. ننفض عن الأبدان قشور الكثافة. ونسربل الأذهان بنور اللطافة. نرقى إلى قلل العلى بأقدام الفكر. ونلحظ بأبصار النهي مخلصنا ابن البشر. نراه على سدة النور جالسا. وبالحضرة القدسية مستأنسا. وفي خدور النور مزفوفا. وبأجناد السماء محفوفا. نكتنف بظله الظليل الوارف. ونشكر أنعمه التوالد والطوارف. نتشبث بأهداب أثوابه. ونلصق الخدود خاضعة على أعتاب أبوابه. ونطلب من مظان رحمته. وديوان إحسانه ورأفته. أن يسبل ستور الرضوان على بوادي عيوبكم. ويروي بماء الغفران صوداي قلوبكم. ويجعل عيونكم بالرؤية المسيحية قريرة. وقلوبكم بأنوار البهجة العيدية فرحة مستنيرة. ووجوهكم يوم فيئته بادية السفور مشرقة الوضاء. ومصابيح أعمالكم مستعرة بالأنوار زاهرة الأضواء. ولا برحت غمائم البركات عليكم واكفة. ونسائم الخيرات متتابعة الهبوب مترادفة. وأبواب السماء لدعواتكم مفتوحة. وخطاياكم وآثامكم بالعفو والغفران مصفوحة. وإذا ما آب مخلصكم من سماء عزته. وأشرق نور لوائه الأزهر على أشخاص أمته. يجعلكم مع الأصفياء في زمرته. ويقعدكم على سدد النور مع أهل الاصطفاء عن
ميمنته. آمين