موقظ ونذير. ما من يوم يمر إلا وهو ينادكم بلسان حاله. ها أنا مؤذن كل راحل بقرب ارتحاله. فليتأهب للمسير. إلى دار المصير. يا أيها المسرور بتجديد الأعوام. المغرور بقدوم الأهلة وتتابع الأيام. أما علمت أنها تقصر عمرك القصير. أما علمت أن تتابع الملوين. وتعاقب النيرين. لم يبقيا من عمرك إلا اليسير. أما علمت أن في تصرم الأيام بالغفلة والمنام أشد حرمان وتحسير. أما علمت أن في انقراض الأعمار بمرور الدهور والإعصار أعظم عبرة وتذكير. أتظن أن غيرك الراحل عن الدنيا وأنت المقيم. أو أن من أخذ غيرك يتركك في كل واد تهيم. لا والله بل لا بد يوما أن تسلك في سلكهم ويلتحق النظير بالنظير. فانتبه يا مسكين فالدنيا أضغاث أحلام. ودار الفناء لا تصلح للمقام. وكأنك بها وقد كسف بدرها المنير واعتبر بغيرك فالعاقل من بغيره اعتبر. وتزود من التقوى لطول السفر. فإنه والله سفر خطير وذر المحارم وقم على أقوام سنن. وشمر عن ساعد الجد في أداء الفرائض والسنن. وإياك إياك والتقصير وقدم صالح الأعمال بين يديك. واجعل الموت دائما نصب عينيك. ولا تنسه فنسيانه ضلال كبير. واعبد الله كأنك تراه أو يراك. وإياك إياك وأن يراك حيث نهاك. فيشتد عليك النكير. وهو وإن استترت مطلع عليك. وأقرب إليك من نفسك التي بين جنبيك. أل يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها. وما ينزل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015