وقولي في الهجاء:
وكنت إذا لقيت عبيد تيم ... وتيماً قلت أيهما العبيد
لئيم العالمين يسود تيماً ... وسيدهم وإن كرهوا مسود
قال عبد الخالق: وصدق لعمري لقد فضلهم. قال الجوهري: كان مما يقدم به الأخطل أنه كان أخبث الشعراء هجاء في عفاف من الفحش. وقال الأخطل: ما هجوت أحداً قط بما تستحي العذراء أن تنشده إياها. قال ابن عبد المطلب: قدمت الشام وأنا شاب. فكنت أطوف في كنائسها ومساجدها فدخلت كنيسة دمشق. وإذا الأخطل فيها محبوس. فجعلت أنظر إليه فسال عني فأخبر بنسبي. فقال: يا فتى إنك لرجل شريف وإني أسألك حاجة. فقلت: حاجتك مقضية. قال: إن القس حبسني ههنا فتكلمه ليخلي عني. فأتيت القس فانتسبت له فرحب وعظم. فقلت: إن لي إليك حاجة. فقال: ما حاجتك. قلت: الأخطل تخلي عنه. قال: أعيذك بالله من هذا. مثلك لا يتكلم فيه. فاسق يشتم أعراض الناس ويهجوهم. فلم أزل أطلب إليه حتى مضى معي متكئاً على عصاه. فوقف عليه ورفع عصاه وقال: يا عدو الله أتعود تشتم الناس وتهجوهم وتقذف المحصنات. وهو يقول: لست بعائد ولا أفعل ويستخذي له. قال: فقلت له: يا أبا مالك الناس يهابونك والخليفة يكرمك وقدرك في الناس قدرك وأنت تخضع لهذا هذا الخضوع