وذا من البحر بحر الصين معدنه ... وذا من البربر المدعو ببربور
فإن رأيت بالاستسقاء ذا ورم ... فقل تورم من لسع الزنابير
إن اقشعر فقل برد عراه وإن ... نجم قل حره وهج التنانير
وإن أتاك مريض لا تخف وأشر ... بما ترى من دواء دونه البوري
فإن يعش قل دواءي كان منعشه ... وإن يمت قل أتاه حكم مقدور
فإن أصبت فقل علمي ومعرفتي ... وفي التخالف قل ضد المقادير
وإن رأيت ففيها فر منه ولا ... تنطق يخطئك في جهل وتكثير
وأنت تحتاج في هذا وذاك إلى ... ذوق ومعرفة مع حسن تدبير
فاتفق أن زمام خليفة الأنام رأى في المنام شيئاً هاله. وغير حاله. فحصل له في رأسه صداع. وفي فؤاده أوجاع. فسمع بهذا الجديد. وأنه أستاذ مفيد. فقال: ماذا تشكو. فقال: في فؤادي أوجاع. وفي رأسي صداع. فقال: يا زين من فاخر. أعطني ديناراً آخر. اصف لك أيسر دواء. يحصل لك منه العافية والشفاء. فدفع إليه الدينار. وطلب منه دواء الدوار. وما بفؤاده من ألم. أورثه الوهج والضرم. فقال: يا أبا الفيض. ضمد رجلك بعجة بيض. مضافاً إليها عسل مشتار. وليكن ذلك مسخناً بالنار. فاستشاط غضباً. وفار كالنار شواظاً ولهباً. وعرف أنه جاهل. وعن طرق العلم غافل. فأدبه التأديب البالغ ورده إلى ما كان عليه من منادمة السالغ. واستمر على كلاحته. بعد رجوعه إلى فلاحته (فاكهة الخلفاء لابن عربشاه) .