اللسان ونهسته اللهوات وقطعته الأسنان ولفظته الشفاه ورعته الأسماع عن أنحاء شتى من صفات وأسماء. قال البحتري:
طعان بأطراف القوافي كأنه ... طعان بأطراف القنا المتكسر
قال بعض الكتاب يصف محبرة:
ولقد مضيت إلى المحدث آنفاً ... وإذا بحضرته ظباء رتع
وإذا ظباء الإنس تكتب كل ما ... يملي وتحفظ ما يقول وتسمع
يتجاذبون الحبر من ملمومة ... بيضاء تحملها علائق أربع
من خالص البلور غير لونها ... فكأنها سبج يلوح ويلمع
إن نكسوها لم تسل ومليكها ... فيما حوته عاجلاً لا يطمع
ومتى أمالوها لرشف رضابها ... أداه فوها وهي لا تتمنع
وكأنها قلبي يضن بسره ... أبداً ويكتم كل ما يستودع
سئل بعض الكتاب عن الخط متى يستحق أن يوصف بالجودة. قال: إذا اعتدلت أقسامه. وطالت ألفه ولامه. واستقامت سطوره وضاهى صعوده حدوره. وتفتحت عيونه. ولم تشتبه راؤه ونونه. وأشرق قرطاسه وأظلمت أنقاسه. ولم تختلف فصوله. وأسرع إلى العيون تصوره. وإلى العقول تثمره. وقدرت فصوله. واندمجت أصوله. وتناسب دقيقه وجليله. وخرج من نمط الوراقين. وبعد عن تصنع المحبرين. وقام لصاحبه مقام النسبة والحلية (للقيراوني) .