في كل كورة من عملك أميناً يخبرك أخبار عمالك ويكتب إليك بسيرتهم وأعمالهم حتى كأنك مع كل عامل في عمله معاين لأموره كلها. فإن أردت أن تأمرهم بأمر فانظر في عواقب ما أردت من ذلك. فإن رأيت السلامة فيه والعافية ورجوت فليه حسن الدفاع والصنع فأمضه. وإلا فتوقف عنه وراجع أهل البصر والعلم به. ثم خذ فيه عدته. فإنه ربما نظر الرجل في أمر من أموره وقد أتاه على ما يهوى فأغواه ذلك وأعجبه. فإن لم ينظر في عواقبه أهلكه ونقض عليه أمره. فاستعمل الحزم في كل ما أردت وباشره بعد عون الله عز وجل بالقوة وأكثر من استخارة ربك في جميع أمورك. وافرغ من عمل يومك ولا تؤخره لغدك وأكثر مباشرته بنفسك. فإن للغد أموراً وحوادث تلهيك عن عمل يومك الذي أخرت. واعلم أن اليوم إذا مضى ذهب بما فيه وإذا أخرت عمله اجتمع عليك أمور يومين فيثقلك ذلك حتى تعرض عنه. وإذا أمضيت لكل يوم عمله أرحت نفسك وبدنك وأحكمت أمور سلطانك. وانظر أحرار الناس وذوي السن منهم ممن تستيقن صفاء طويتهم وشهدت مودتهم لك ومظاهرتهم بالنصح والمخالطة على أمرك. فاستخلصهم وأحسن إليهم. وتعاهد أهل البيوتات ممن قد دخلت عليهم الحاجة فاحتمل مؤونتهم وأصلح حالهم حتى يجدوا لخلتهم مساً. وأفرد نفسك بالنظر في أمور الفقراء والمساكين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015