ثوابه والدار الآخرة واجتنب سوء الأهواء والجور واصرف عنهما رأيك. واملك نفسك عن الغضب وآثر الوقار والحلم. وإياك والحدة والطيش والغرور في ما أنت بسبيله. وإياك أن تقول أنا مسلط أفعل ما أشاء فإن ذلك سريع إلى نقص الرأي وقلة اليقين بالله وأخلص لله وحده النية فيه واليقين به. واعلم أن الملك لله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء. ولن تجد تغير النعمة وحلول النقمة على أحد أسرع منه على جهله النعمة من أصحاب السلطان والمبسوط لهم في الدولة إذا كفروا نعم الله وإحسانه. واستطالوا بما آتاهم من فضله. ودع عنك شره نفسك. ولتكن ذخائرك وكنوزك التي تذخر وتكثر البر والتقوى

والمعدلة واستصلاح الرعية وعمارة بلادهم والتفقد لأمورهم والإغاثة لملهوفهم. واعلم أن الأموال إذا كانت في صلاح الرعية وإعطاء حقوقهم وكف المؤونة عنهم سمت وزكت ونمت وصلحت بها العامة وتزينت بها الولاة وطلب بها الزمان واعتقد فيها العز والمنعة. فأوف رعيتك من ذلك حصصهم وتعهد ما يصلح أمورهم. فتقر النعمة عليك وتستوجب المزيد من الله وكنت بذلك على جباية خراجك وجمع أموال رعيتك وعملك أقدر. وكان الجميع لما شملهم من عدلك وإحسانك أسكن لطاعتك وأطيب نفساً بكل ما أردت. وأجهد نفسك فيما حددت لك في هذا الباب ولتعظم خشيتك فيه وإنما يبقى من المال ما أنفق في سبيل الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015