قال العسجدي لبعض أصحاب ابن العميد ذي الكفايتين: كيف رأيت الوزير. فقال: رأيته يابس العود ذميم العهود سيء الظن بالمعبود. فقال العسجدي: أما رأيت تلك الأبهة والصيت والمواكب والتجمل الظاهر والدار الجليلة والفرش السني والحاشية الجميلة. فقال ذلك الرجل: الدولة غير السؤدد. والسلطنة غير الكرم. والحظ غير المجد. أين الزوار والمنتجعون. وأين الآملون والشاكرون. وأين الواصفون الصادقون. وأين المنصرفون الراضون. وأين الهبات وأين التفضلات وأين الخلع والتشريفات. وأين الهدايا وأين الضيافات. هيهات هيهات لا تجيء الرئاسة بالترهات. ولا يحصل الشرف بالخزعبلات. أما سمعت قول الشاعر:
أبا جعفر ليس فضل الفتى ... إذا راح في فرط إعجابه
ولا في فراهة برذونه ... ولا في ملاحة أثوابه
ولكنه في الفعال الجمي ... ل والكرم الأشرف النابه
اجتمع عامر بن الظرب العدواني وحممة بن رافع الدوسي عند ملك من ملوك حمير. فقال: لا تسألا حتى أسمع ما تقولان. فقال عامر لحممة: أين تحب أن تكون أياديك. قال: عند ذي الرتبة