آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} والهمزة في أغرقنا للتعدية، وأصل الفعل الثلاثي قبل أنْ تدخل عليه همزة التعدية غَرِقَ يَغْرقُ غَرَقًا ومنه قول ذي الرُّمة:
وإنسانُ عيني يحسرُ الماءَ تارةً ... فيبدو وتاراتٍ يجمُّ فيغرَقُ
والعرب تعدِّيه بالهمزة والتضعيف. فتقول: أغرقه اللهُ وغرَّقه. إذا جعله يغرق، ومن هذا المعنى قول الشَّاعر:
. . . . . . ... ألا ليتَ قيسًا غرَّقتْها القوابلُ
فالهمزة في أغرقنا همزة التعدية، والمعروف أن همزة التعدية لو دخلت على فعل لازم أكسبته مفعولًا، وإذا دخلت على فعلٍ متعدٍّ لمفعول أكسبته مفعولين، وإذا دخلت على فعلٍ متعدٍّ لمفعولين أكسبته ثالثًا كما قال في الخلاصة:
إلى ثلاثةٍ رأى وعَلِما ... عدَّوا إذا صارا أرى وأعلما
وآل فرعون قدّمنا معناه.
وقوله: {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} جملةٌ حاليَّةٌ ظاهرةٌ أنَّه نظرٌ بالأبصار؛ لأن الله أراهم ما أحلَّ بفرعون وقومه من الغرق في البحر، وهو البحر الأحمر ليكون ذلك أقرَّ لأعينهم، وهذا لأن هلاك العدو وعدوُّهُ ينظر إليه أقر لعينه، وهذا معنى قوله: {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ