وأمَّا المسألة السّادسة: التي هي مسألة الاقتصاد؛ فقد أوضحَ القرآن أصولَها التي ترجع إليها جميعُ الفروع، وذلك أنَّ مسائِلَ الاقتصاد راجعةٌ إلى أصلين:
الأوَّل: حُسْن النظر في اكتساب المال.
والثاني: حُسْن النَّظر في صرفِهِ ومصارفه.
فانظر كيف فَتَح الله في كتابه الطُرقَ إلى اكتسابِ المال بالأسباب المناسبة للمروءة والدين، وأنارَ السَّبيلَ في ذلك، قال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10] , وقال -عَزَّ وجَلَّ-: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [المزمل: 20] , وقال تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198] , وقال تعالى: {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء: 29] , وقال جَلّ وعَزَّ: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275] , وقال تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 69] إلى غير ذلك.
وانظر كيف يأمر بالاقتصاد في الصَّرف: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} [الإسراء: 29] , {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ