تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} الآية [الأنعام: 164] , وقوله تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ} الآية [الرعد: 16] , ونحو ذلك لأنهم يُقِرُّون به.
وهذا النَّوع من التوحيد لم ينفع الكفار؛ لأنهم لم يوحّدوه جَلَّ وعلا في عبادته؛ كما قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} الآية [يوسف: 106] , {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} الآية [الزمر: 3] , {وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ} الآية [يونس: 18].
النَّوع الثَّاني: توحيده جَلَّ وعلا في عبادته، وهو الذي وقعت فيه جميع المعارك بين الرُّسل والأمم، وهو الذي أُرسِلَت الرُّسُل لتحقيقه.
وحاصله: هو معنى لا إله إلَّا الله، فهو مبني على أصلين هما النفي والإثبات من "لا إله إلَّا الله".
فمعنى النَّفي منها: خلع جميع أنواع المعبودات غير الله تعالى في جميع أنواع العبادة كائنة ما كانت.
ومعنى الإثبات منها: هو إفراده -جَلَّ وعَلا- وحده بجميع أنواع العبادة على الوجه الذي شرع أَنْ يُعْبد به.