إخواني: ليلةُ القدرِ يُفْتح فيها الْبَاب، ويقرَّبُ فيها الأحْبَابُ، ويُسْمَع الخطابُ، ويردُّ الجواب، ويُكْتَبُ للعاملينَ فيها عظيمُ الأجرِ، ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألف شَهْر، فاجتهدُوا رحمكم الله في طلبِها، فهذَا أوانُ الطَّلب، واحذَرَوا من الغفلةِ ففي الغفلة العَطَب.
تَوَلَّى العُمُر في سهو ... وفي لَهْوٍ وفي خُسْر
فيا ضيعةَ ما أَنْفَقْـ ... ـتُ في الأيام من عُمْري
وما لِي في الَّذِي ضيَّعْـ ... ـتُ من عمريَ من عُذْرِ
فما أغْفَلَنَا عن واجبـ ... ـاتِ الحمدِ والشكرِ
أمَا قد خَصَّنا اللهُ ... بشهرٍ أيِّما شهرِ
بشهرٍ أنْزَلَ الرحمـ ... ـنُ فيهِ أشرفَ الذِّكْرِ
وهل يُشبِهُه شهرٌ ... وفيه ليلةُ القدرِ
فكمْ مِنْ خَبرٍ صَحَّ ... بما فِيها من الخير
رَوَيْنَا عن ثقاتٍ أنَّهـ ... ـا تُطْلَبُ في الوِتر
فطُوبى لأمْرىءٍ يطلُـ ... ـبُهَا في هِذِه العَشرِ
فَفِيْهَا تنزلُ الأملاكُ ... بالأنوار والبرِ
وقد قَالَ سلامٌ هيَ ... حتى مَطْلعِ الفجرِ
ألاَ فادَّخِروها إنِّـ ... ـها من أنْفَسِ الذُّخر
فكمْ مِنْ مُعْتَقٍ فيها ... من النارِ ولا يَدْرِي
اللَّهُمَّ اجْعلْنَا ممن صامَ الشهر، وأدركَ ليلةَ القدرِ، وفاز بالثوابِ الجزيلِ الأجرِ.