الأسباب الظاهرة المعينة على قيام الليل

فمن الأسباب الظاهرة الميسرة لقيام الليل: أن يترك العبد المعاصي بالنهار، قيل لبعض السلف: لا نستطيع قيام الليل، قال: أبعدتكم الذنوب.

وقال سفيان الثوري: منعت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أصبته.

وكان الحسن البصري إذا دخل السوق فسمع لغوهم ولغطهم يقول: ما أرى ليل هؤلاء إلا ليل سوء.

فمن كان نهاره في طاعة الله عز وجل فهو بالليل أقرب إلى رحمة الله عز وجل، ومن كان في المعاصي بالنهار فهو أبعد عن القيام بين يدي العزيز الغفار، والملوك لا يسمحون بالخلوة بهم ومناجاتهم إلا أهل الإخلاص في معاملتهم وفي طاعتهم.

والله عز وجل لا يسمح لكل أحد ولا يوفق كل أحد للقيام بين يديه بالليل، فينبغي على العبد أن يترك الذنوب بالنهار حتى يوفق لقيام الليل.

ومن ذلك: عدم الإكثار من الطعام خاصة وجبة العشاء؛ من أجل أن يخف لقيام الليل.

ومن ذلك: أن يستعين بالقيلولة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيل قبل صلاة الظهر، وكان يبرد بصلاة الظهر غالباً؛ أي: يؤخر صلاة الظهر إلى ثلث الوقت حتى تنكسر شدة الحر، ويقيل قبل صلاة الظهر، فيستعين بالقيلولة على قيام الليل.

ومن الأسباب الظاهرة كذلك التي تعين على قيام الليل: النوم مبكراً من أجل أن يوفق للقيام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015