والتوبة لها شرائط: الشرط الأول: الإقلاع عن الذنب.
الشرط الثاني: الندم على فعله.
الشرط الثالث: العزم على عدم العودة.
الشرط الرابع: رد المظالم.
الشرط الخامس: أن تقع التوبة في الوقت الذي تقبل فيه وقبل أن يغلق بابها.
أما الإقلاع عن الذنب فتستحيل التوبة مع الاستمرار على الذنب، فيجب على العبد أن يقلع عن الذنب، والندم على فعله يدل على استقباح هذا الفعل، والندم توبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذنب إما أن يحرق بنار الندم في الدنيا، أو يحرق بنار الآخرة).
كذلك يعزم على ألا يعود عزماً صادقاً، واشترط بعض العلماء ألا يعود، ولكن الصحيح أن الذي يشترط هو العزم على ألا يعود، فكم من محب للصحة ويأكل ما يضره.
الشرط الرابع: وهو رد المظالم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض فليتحلله اليوم من قبل ألا يكون دينار ولا درهم إلا الحسنات والسيئات) قبل أن يكون التعامل بالعملة الصعبة بالحسنات والسيئات.
الشرط الخامس: وهو أن تقع التوبة في الوقت الذي تقبل فيه، وهو قبل أن تطلع الشمس من مغربها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغرها).
كذلك عندما يصل العبد إلى الحشرجة، كما قال تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} [النساء:18]، فساوى الله عز وجل بين من يموت على الكفر، وبين من يتوب عند الموت في عدم قبول التوبة.
قال الحسن: ابن آدم! لا يجتمع عليك حسرتان: سكرة الموت، وحسرة الفوت.
أي: فوت التوبة.
وقال بعض السلف منهم عمر بن عبد العزيز في قوله تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سبأ:54]، قال: حيل بينهم وبين التوبة حين سألوها، فأكثر الناس يسوفون بالتوبة، ويؤجلونها إلى الوقت الذي لا تقبل فيه فيتوبون عند حشرجة الموت، وهو الوقت الذي لا تقبل فيه التوبة، فمن شروط صحة التوبة أن تقع في الوقت الذي تقبل فيه وقبل أن يغلق بابها.