بال سهيلٌ في الفضيخ ففسد ... وطاب ألبان اللقاح فبرد
فهذا دليل على أنهما ليسا في المنخر. فقال: أعطني الكتاب الذي فيه هذا. فغضب أبو العباس وقال له: تقول لي هذا القول! والله ما كلمتك قط إلا له –وأومأ إلي- وإلا فلست في موضع تكلم أو تخاطب، لا والله ولا صاحبك! وقد كنت أرفع نفسي عنه وعن مناظرته، لا والله ولا صاحب صاحبك عندي في حد من أناظره لو كان حاضرا –يريد بذلك المازني- وقام ماضيا.
وقال: معنى ((بال سهيلٌ)) : مثلٌ، أي جاء الشتاء ففسد الفضيخ وجاد اللبن. وقال: ((طاب وبرد)) لأنه رده على الواحد، لأن الجمع بمعنى الواحد؛ لأن اللبن والألبان بمعنى واحد.
قال لي أبو بكر: فلقيت الزجاج في غد ذلك اليوم فحدثني بأمر المجلس، فقلت له: فأنت تقول حصى وحصيات، فتقول في خراةٍ مثل هذا خراة وخريات؟ فأمسك، فجئت إلى ثعلب فحدثته بذلك فسر به.