حدثنا أبو الحسن علي بن سليمان قال:
كنا عند أبي العباس ثعلب، فأنشدنا للحصين بن الحمام المري:
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد ... لنفسي حياة مثل أن أتقدما
فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا يقطر الدما
فسألنا: ما تقولون فيه؟ فقلنا: الدم فاعل جاء به على الأصل. فقال: هكذا رواية أبي عبيدة، وكان الأصمعي يقول: هذا غلطٌ، وإنما الرواية: ((ولكن على أقدامنا تقطر الدما)) منقوطة من فوقها، والمعنى ولكن على أقدامنا تقطر الجراحات الدما، فيصير مفعولا به، يقال قطر الماء وقطرته أنا. وأنشدنا:
كأطومٍ فقدت برغزها ... أعقبتها الغبس منه عدما
شغلت ثم أتت ترشفه ... فإذا هي بعظامٍ ودما