كيف تصغرها؟ فقال: أريس ولا أزيد الهاء. فقال له: ولم وقد صار على ثلاثة أحرف، ألست تقول في تصغير هند هنيدة، وعين عيينة؟ فقال الزجاج: هذا مخالف لذلك؛ فإني ولو خففت الهمزة فإنها مقدرة في الأصل، والتخفيف بعد التحقيق.

قال: فلم لا تلحقه بتصغير سماء إذا قلت سمية، أليس الأصل مقدرا؟ فقال: هذا لا يشبه تصغير سماء؛ لأن التخفيف في أرؤس عارض والتحقق فيه جائز، وأنت في تحقير سماء تكره الجمع بين ثلاث ياءات، وأنت لا تكره التحقيق في أرؤس، فلو حققته صار على أربعة أحرف، وسماءٌ الحذف لها لازم، فصار على ثلاثة أحرف، فلحقتها الهاء في التصغير.

قال: ونظير الكينونة في الوزن القيدودة وهي الطول، والهيعوعة، وهي مصدر هاع الرجل، إذا جبن، هيعوعة؛ والطيرورة من الطيران. كل هذا أصله عند البصريين فيعلولة ثم لحقته ما ذكرت لك.

وكان في المجلس المشوق فأخذ بياضا وكتب من وقته:

صبرا أبا إسحاق عن قدرة ... فذو النهى يمتثل الصبرا

واعجب من الدهر وأوغاده ... فإنهم قد فضحوا الدهرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015